يعاني 360 مليون شخص في العالم من فقدان السمع، في حين يمكن توقّي نصف حالات الصمم وضعف السمع بإجراءات الوقاية والتشخيص المبكّر والعلاجات المناسبة.
ويصاب ثلثا الأشخاص فوق عمر السبعين، وسدس الذين تقع أعمارهم بين الخمسين والسبعين، بدرجة من نقص السمع، كما تصيب هذه العلّة القلّة من الأطفال والشباب.

ومن المعروف أن ضعف السمع هو أحد نوعين، يُعرّفان حسب موضع الأذن التي تحدث فيها المشكلة:
النوع الأول هو الضعف النقلي أو التوصيلي.. الذي ينجم عن مشكلة تصيب الأذن الخارجية أو المتوسطة في واحدة من الأذنين عادة (مثل التهاب مجرى السمع)، يمكن غالباً شفاؤها.

والنوع الثاني هو ضعف السمع الحسي ـ العصبي..
 الذي يصيب الأذن الداخلية في الطرفين، ويحصل معظمه تدريجياً ومع تقدم العمر.

ونعرض في ما يلي، بعض أسباب ضعف السمع غير الشائعة من النوعين، مع التوصيات اللازمة للوقاية منها، ولتلطيفها أو شفائها.

1. تكدس الشمع في مجرى السمع
تفرز الغدد الدهنية في مجرى السمع مادة شمعية، وظيفتها منع تجمع الجراثيم والأوساخ فيه، فإذا زاد إفراز هذه المادة عن الحد العادي، سببت الألم ونقص السمع، وربما الرنين.
وبإمكانك أن تزيل سدادة الشمع بنفسك بوساطة طرف قطعة قماش نظيفة إن كانت قريبة من مخرج مجرى السمع، لكن لا ينصح أن تستخدم عود ثقاب أو رأس قلم أو ما شابه لإزالتها إن كانت السدادة عميقة في المجرى، فقد تدفعها لمكان أعمق فتؤذي غشاء الطبلة، والأفضل عندها أن تُستخرج في عيادة الطبيب.

2. ثقب غشاء الطبلة
قد يحدث هذا من التهاب في الأذن الوسطى، أو من تباين فجائي في ضغط الجو، أو حشر عود في عمق مجرى السمع، وقد يلتئم الانثقاب من تلقاء نفسه خلال شهرين، لكن الأفضل عرض الأمر على اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة.

3. التهاب الأذن الوسطى
وهو أمر شائع عند أطفال المدارس، لكن قد يحدث أيضاً عند البالغين، ويبدأ عادة بالتهاب في الأنف والبلعوم، يصل للأذن عن طريق قناة يوستاش، التي يؤدي انسدادها بالالتهاب إلى تجمع السوائل الالتهابية في الأذن الوسطى. ويمكن أن يتراجع الالتهاب بالمسكنات ومضادات الاحتقان، ولكن إن استمر وترافق بارتفاع الحرارة، لا بد من المعالجة بالمضادات تحت إشراف الطبيب.

4. الأصوات العالية


سواء منها الصادرة من سماعات الموسيقى الخاصة، أو التي تدوي في قاعات النوادي الليلية، أو في حلبات اللعب الرياضية، أو في الأمكنة العامة المشبعة بالضوضاء، أو التي تنبعث من إحدى الآلات، فكل صوت تفوق شدته 85 ديسيبلاً يؤهّب خلايا السمع المهدّبة (ذات الأهداب) للتلف، خاصة إذا كان التعرض للصوت العالي متكرراً أو طويل الأمد. ومتى تلفت إحدى هذه الخلايا الحساسة، فلا أمل في تعويضها.
وللوقاية من هذا الخطر الذي لا يلحظه أكثر الناس، ينصح مستخدمو سماعات الموسيقى أن يستخدموا السماعات التي تسمح بتعديل شدة الصوت فيها فقط، وأن يكون مستوى الصوت فيها منخفضاً دوماً. وينصح كل من يتعرض للأصوات العالية بسبب عمله أن يحمي أذنيه بسدادات السمع التي توزع في الطائرات، كما ينصح الجميع بتحاشي كل مكان أو آلة تصدر أصواتاً تزيد شدتها عن المستوى الآمن.